إنْ لم تكن تراه.. فهو يراك
تذكر أن الله يراقبك دوماً على ممر الحياة... وعندما يستوطن هذا الشعور في قلبك ويترسخ في أعماقك ستحدث لك عدة تغيرات... ستلاحظ فجأة أنك لم تعد قادراً على القيام بعدة أمور لأنها ستبدو سخيفة مضحكة جداً مع مراقبة الله لك، كذلك فإن عدة أمور لم تكن تقوم بها سابقاً ستغدو أسهل وأبسط لأن الله يراك ويدعمك... هذه تقنية علمية ليست مجرد معتقدات أو فلسفات... فيها ستُدرك بعد مرور أيام حدوث تبدلات دقيقة في حياتك: لقد أصبحتَ تمشي بطريقة مختلفة، فهناك أناقة ورشاقة في مشيتك أكثر من السابق، لأنك لم تعد وحيداً ولكن الواحد الأحد معك باستمرار... تخيل أنك تسير في الشارع وحيداً في الصباح الباكر الهادئ، لا صوت إلا وقع خطاك على الأرض، وفجأة ظهر شخص ما أمامك عند زاوية الطريق، ستتغير فورياً... عندما يقوم شخصٌ ما بمراقبتك ستصبح أكثر وعياً وتيقظاً، ولا يمكن أن تظل غير مبالٍ ونائم مثلما أنت الآن... هذا الشعور بأن الله يراقبك سيغدو جزءاً لا يتجزأ من وجودك... وستتقد شرارة الوعي والصحوة في داخلك لتكتشف أسرار وجودك... يمكنك أن تختبر ذلك: اجلس صامتاً وأغمض عينيك، واشعر بأن الله يراقبك من كل مكان، ولاحظ الأنواع الجديدة من الوعي التي تتولد فيك لتصبح شعلة نور تبدد ظلمات الغفلة والغفوة، فالإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك... تذكّر ذلك دوماً، سواء عندما تأكل، تمشي، تقرأ، تكتب، تتحدث.. وسترى بأنك لم تعد تنطق بكلمات سخيفة سطحية، بل سيغدو حديثك أكثر عمقاً وبعداً وشاعرية.. مثل ان نيساب الشلال في النهربكل رقة وعفوية...... سيصبح كل عمل تقوم به لوجه الله فحسب، وليس طلباً للثواب أو خوفاً من العقاب... ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل.. كل عمل عبادة، وكل عمل صلاة... هذا هو السبيل وتلك هي الطريق، درب عبادة الخلق للخالق عز وجل...